اسليدرالأدب و الأدباء

عشق الوطن وفريد طه

احجز مساحتك الاعلانية

إبراهيم خليل إبراهيم
من الأصوات الشعرية الصادقة … الشاعر المبدع فريد طه عاش في الشرقية بصفة خاصة ومصر بصفة عامة هموم الإنسان وكفاحه وسط الغيطان … مع الفأس والمحراث ولأنه أحد فرسان الهيئة القومية للاتصالات التي تحولت إلى الشركة المصرية للاتصالات عمل بكل جهد وإخلاص غاص وسط الطبقة العمالية وعبر بكلمته عن الإنتاج والأصالة المصرية .
يعد شاعرنا أحد الشعراء الذين عاشوا كفاح أمته المصرية وعبر عن الوطن وصموده فعندما قامت إسرائيل بالهجوم المباغت على مصر في الخامس من شهر يونيو عام 1967 واحتلت سيناء رفض الهزيمة وفي يومي الرابع عشر والخامس عشر من شهر يوليه قامت بقصف الأهداف المدنية ولم تسلم مصانع البترول والمنشآت الصناعية منه ولذا كان قرار القيادة السياسية بتهجير شعب السويس ومدن القناة إلى بعض المحافظات المصرية القريبة ومنها محافظة الشرقية .
لم تمت مصر بل واصلت العمل وأخذت بالعلم لأجل تحرير سيناء المحتلة وتحقق الأمل في السادس من شهر أكتوبر عام 1973 عندما عبرت القوات المسلحة قناة السويس واقتحمت خط بارليف والمستحيلات التي وضعتها إسرائيل .
مرحلة كفاح مصر عاشها الشاعر فريد طه وعبر عنها في قصائده ومنها التي بعنوان ( السويس ) ففي بداية القصيدة نجد رفض التهجير والتأكيد على أصالة ( السوايسة ) وأن تراب السويس لا يمكن أن يهون :
الكل هاجر
وأنا وأنتِ وليل عاتي
وفارقت في الغربه
أمي وأبويا وأخواتي
وقالوا لي : هاجر
جاوبهم دمعي وسكاتي
قالوا لي : هاجر ..
صرخ صمتي … وأناتي
قالوا لي : هاجر …
معدش غير خراب آتى
قلت : اللى خايف يهاجر ..
أما أنا وهى
م المستحيل نفترق
دى الضى لعنيه
لو هان تراب السويس
محنش سوايسيه .
عاش الشاعر فريد طه أيام الصمود والبطولات … الصبر والتحدي … وقبل عبور الجيش عبر فريد طه بحلمه وأمنياته حيث استشرف الغد عندما وقف على رمال سيناء مناديا أبطال مصر :
وعشت أيام صمودك ..
ملحمة بطولات
وصبرت رغم التحدي
والمحن في ثبات
وأنـا وأنـتِ
خنـدق فــي خنـدق
ذات بتعشق ذات
ووقفت ساعة التحدي
قلت : أنا اتحديت
وقبل م الجيش يعدي ..
كنت أنا عديت
وف قلب حضني العفي
للضفتين ضميت
ووقفت فوق رمل سينا
ع الرجال وناديت :
يا مصر قومي اعبري …
قالت : أنا لبيت .
ثم عبر عن العبور المصري يوم السادس من أكتوبر 1973 وشارك الأبطال فرحة العبور وكسر حاجز الخوف وقدم لنا صورة في غاية الجمال لحظة الاستشهاد ونزف الدم الذي شكل الوطن والحروف .. هذا الدم كان المهر للنصر العظيم :
وعبرت ويا الرجال
جسر الألم والخوف
عناد وصبر وتحدى ..
شئ غير المألوف
صفوف بتدفع صفوف ..
وألوف وراها ألوف
بركان غضب وانفجر ..
وأنا في النزال معروف
وفجأة دمى نزف ..
شكل وطن وحروف
سايل على رملها ..
ملهوف على ملهوف
وارجع لحضن السويس ..
شهيد وروح بتطوف
أضحك .. يسيل دمعها ..
وأنا في العلم ملفوف .
لأن مصر الوطن والسكن والأرض والعرض نجد قصيدة أخرى للشاعر بعنوان ( مصر أم الدنيا ) وقد قام الموسيقار الدكتور فتحي الصنفاوي بتلحين القصيدة وفي أعياد الثورة عام 1981 وبحضور الرئيس محمد أنور السادات غنتها الفرقة السيمفونية العسكرية ( فريق الكورال العسكري) :
مصــر أم الدنيا .. مصـر .. مصر
مصر مجد عزه .. مصر .. مصر
أنتي وجودنا .. أنتي خلودنا
أنتي الروح والعقل .. يا مصر
مصر أم الدنيا .. مصر
مصر أحمس .. مصر مينا
مصر خوفو الأهرامات
مصر نبض قلوبنا فيــنا
مصر ملحمة السادات
شعب واحد .. شعب مصر
فكر واحد .. فكر مصر
عزم واحد .. عزم مصـر
حب واحد .. هو مصر
مصر أم الدنيا .. مصر
التاريخ يشهد ياغالية
العروبة هيا مصر
والعروبة عارفة إنك
انتصارها فى كل عصر
الرجولة والإرادة
والبطولة والشهادة
والقيادة والريادة
والقرار الحر .. مصر
مصر أم الدنيا .. مصر
مصر ياواحة أمان
والمحبة نهــر نيلك
ياللي صحبتي الزمان
الإيمان دايما دليلك
مايو نور لك مسارك
والعبور شرف رجالك
والسلام بعد انتصار
كان قرارك لابن مصر
مصر أم الدنيا .. مصر
مصر جامع جار كنيسة
مصر أحمد .. مصر عيسى
دم واحد كنا دايما
مصر درتنا النفيسة
المصير دايما مصيرنا
والإله على طول ناصرنا
وف سماحة مصر صرنا
عيله وأم الكل مصر
مصر أم الدنيا .. مصر .. مصر .
في هذه القصيدة قدم إحساسه نحو عظمة مصر الأم منذ أحمس ومينا وخوفو الذي خلده هرمه الكائن في الجيزة وحتى فترة حكم الرئيس محمد أنور السادات .
كذا في القصيدة نجد الثقافة التاريخية الجميلة للشاعر فريد طه وإيمانه وتأكيده للعالم كل العالم بأن مصر واحة الأمن والأمان والمحبة ومهما حاول البعض زرع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين سوف تظل مصر بوحدتها وسماحتها ومحبتها فالجامع جنب الكنيسة وأحمد الأخ لعيسى .
من هنا نقول لكل عشاق الفتنة … من أراد مصر بسوء خاب وخسر .. فجرجس وبطرس وتريزا أشقاء محمد ومحمود وعزيزة في الوطنية والإنسانية وفي هذا الصدد أذكر خلال معارك أكتوبر 1973 م رمضان 1393 هـ وفي ميدان القتال كان البطل غريب عبد التواب يقاتل بشجاعة وأثناء أداء مهمته إذ بمجموعة من الدبابات الإسرائيلية تقوم بالهجوم المضاد باتجاه الشط وعلى الفور اشتبكت مجموعة الصاعقة بقيادة البطل الرائد غريب عبد التواب مع هذه الدبابات واستطاعوا تدمير بعضها ثم اندفعت ثلاث دبابات إسرائيلية في اتجاه المصطبة المتواجد عليها البطل فاندفع تجاه الدبابة الإسرائيلية الأولى تحت وابل من الرصاص ثم قفز فوق الدبابة وفتح برجها وألقى قنبلة فتحولت الدبابة إلى كتلة من اللهب في نفس الوقت كان البطل الجندي شنودة راغب يتعامل برشاشه مع الجنود الإسرائيليين في محاولة لحمل قائده البطل الرائد غريب عبد التواب بعيداً عن الموقع ولكن الطلقات الإسرائيلية تمكنت منهما فاستشهدا وكل منهما يحتضن الآخر وهو قابض على رشاشه في لوحة يعجز الفنان مهما أوتى من عبقرية أن ينقلها إلى أرض الواقع .

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى